"شم النسيم".. بطعم "الحظر"
نشر بالاهرام صباح الإثنين 20- 4- 2020
لأول مرة، نرى عيد "شم النسيم" دون جمهور، فى الحدائق، والمنتزهات، والشواطئ، والشوارع.
فى "شم النسيم" كان الجميع يخرجون، وكانت الأماكن تكتظ بروادها منذ الصباح الباكر، لا فرق بين قادر وغير قادر، فالقادر يذهب إلى القرى السياحية، والفنادق، والأماكن الخاصة، وغير القادر يذهب إلى الحدائق العامة، والمنتزهات، والأندية، والكورنيش، والحقول الزراعية.
الجميع كان ينتظر هذا اليوم الرائع للاحتفال به، فهو اليوم الذى يحتفل به جميع المصريين، مسلمين ومسيحيين، على السواء، ومن الصعب أن تفرق بينهم فى مظاهر الاحتفال، لأنه عيد مصرى صميم، يَرجع إلى عصر الفراعنة، وتتوارثه الأجيال، ويحتفل به المواطنون عقب "عيد القيامة"، بالبيض الملون، والأسماك، والبصل، والليمون.. وغيرها.
صحيح، هناك عادات غذائية خاطئة خاصة بتناول الفسيخ، والسردين، والأسماك المملحة، التى تحولت إلى "منغصات" فى هذا اليوم، لكن بعيدا عن هذه العادات، يظل شم النسيم عيدا مصريا خالصا، يوحد جميع المصريين.
"شم النسيم" هو عيد الربيع، الذى تتفتح فيه الأزهار، وللأسف، جاء هذا العام، وقد اجتاح "كورونا" العالم، وقلب الموازين رأسا على عقب، مما جعل الحكومة تتخذ كل الإجراءات الاحترازية، للحفاظ على حياة المواطنين، ومنع انتشار المرض.
أتمنى أن يلتزم المواطنون، اليوم، بالإجراءات الاحترازية، ومنع التكدس، والازدحام، حتى نتجاوز محنة "كورونا" بسلام- إن شاء الله.
وأخيرا، كل عام المصريون جميعا بخير، وبالصبر، والتفاؤل، والالتزام، سوف نعبر الأزمة قريباً- بإذن الله.
عبدالمحسن سلامة